هل يمكن إجراء عملية القرنية المخروطية والليزك لتصحيح النظر في آن واحد؟
نمط الحياة أصبح سريعًا عما قبل، ولكل دقيقة أهمية كبرى تؤثر على حياتنا وتحقيقنا لأهدافنا، إلا أن إصابتنا بالأمراض قد يعرقلنا عن إنجاز مهامنا اليومية بفاعلية، ولعل أشهر الأمراض التي تؤثر على حياتنا بصورة كبيرة أمراض العيون.
أمراض العيون من الأمراض الشائعة التي تُصيب كبار وصغار السن على حد سواء، فتؤثر على جودة الرؤية. بعض منها يكون وراثيًا، والآخر ناتجاً عن ممارسة بعض السلوكيات التي تلحق الضرر بالعينين. ومن أمراض العيون الشائعة المرتبطة بكلا العاملين مرض القرنية المخروطية.
في مقالنا لليوم نحدثكم عن أسباب الإصابة بالقرنية المخروطية وتأثيرها على حدة الإبصار، ومدى إمكانية إجراء عملية تثبيت القرنية المخروطية والليزك لتصحيح النظر في نفس الوقت لاستعادة الرؤية الطبيعية من جديد.
“القرنية المخروطية” أسباب وعوامل تؤدي إلى انتقال المرض بين الأجيال المتتالية
القرنية هي تلك الرقعة الشفافة المحدبة التي تقع على سطح العين لتُحيط بأجزائها الداخلية -العدسة والصلبة (بياض العين)-. في بعض الأحيان يُصاب هذا الغشاء الرقيق وتزداد درجة تحدبه عن الشكل المألوف ليُصبح في صورة هرم أو مخروط.
تتغير حالة القرنية من الحالة الطبيعية إلى المخروطية -زيادة بروزها للخارج- نتيجة ضعف الروابط البروتينية (الكولاجين) المسؤولة عن تثبيت درجة تحدب القرنية والحفاظ على الشكل الخارجي لها.
قد يأتي إلى ذهنك الآن سؤال آخر، وهو “ما السبب وراء ضعف الروابط البروتينية في العين؟”، والحقيقة أن الأطباء لم يتوصلوا إلى سبب فسيولوجي واضح لتلك الحالة، إلا أنهم تمكنوا من ملاحظة وجود بعض العوامل المشتركة بين نسبة كبيرة من المُصابين بالمرض، منها الآتي:
- زواج الأقارب وانتقال المرض جينيًا، من أحد المُصابين بالقرنية المخروطية من أفراد العائلة من الدرجة الأولى إلى الأجيال الجديدة.
- الإصابة بالحساسية المزمنة أو الموسمية، أو الإصابة بالالتهابات العينية التي تؤثر على أنسجة القرنية.
- فرك العين المستمر، والذي يؤثر بعد فترة على الطبقة الخارجية الشفافة من القرنية ويؤدي إلى زيادة تحدبها، لذا وإن يبدو لك هذا فعلًا بسيطاً إلا أنه من أهم أسباب الإصابة بالقرنية المخروطية.
يؤدي تحدب القرنية وزيادة بروزها إلى آثار صحية ونفسية بالغة على المُصاب إذ يمكن ملاحظة بروز القرنية غير الطبيعي بوضوح خاصًة مع تطور الحالة (ولكن ذلك في حالة نادرة للغاية)، ذلك إلى جانب تأثيرها بالسلب على مستوى نظر المُصابين، لذا يجب استشارة أفضل دكتور لعلاج القرنية المخروطية لتجاوز الأزمة في أسرع وقت ممكن.
لذا يتساءل البعض منهم: هل يمكن إجراء عملية القرنية المخروطية والليزك في آن واحد؟ وهل يصلح الليزك لعلاج القرنية المخروطية بجانب عيب الإبصار الذي يعاني منه المريض؟
هل يمكن إجراء عملية القرنية المخروطية والليزك في آن واحد؟
تُعالج حالات القرنية المخروطية الأولية -البسيطة- عن طريق استخدام العدسات الطبية، بينما يتطلب علاج الحالات المتطورة الخضوع لإحدى التقنيات الجراحية مثل: زراعة الحلقات وعملية تثبيت القرنية.
تتطلب الجراحة فترة من الزمن -تختلف باختلاف المريض- حتى تتعافى الأنسجة ويُعاد تكوين ألياف الكولاجين من جديد، بعد مرور تلك المدة يمكن الخضوع لعملية الليزك أو أي من عمليات تصحيح النظر بأمان.
هل تُجدى عملية الليزك في علاج القرنية المخروطية؟
في حال اتخاذ قرار إجراء عملية الليزك لمرضى ضعف النظر، وعند إجراء الفحص الطبوغرافي للعين لتقييم الحالة، إذا أعطت نتائج الفحص مؤشرات لإصابة المريض بالقرنية المخروطية يتراجع الطبيب عن قرار الجراحة على الفور؛ لضعف أنسجة القرنية وما قد يُصيبها من تشوه في حال إجراء عملية الليزك التي يستدعي إجراؤها إحداث قطع في طبقات القرنية.
لذا لا يمكن علاج القرنية المخروطية بالليزك، وتُعد جراحة زراعة الحلقات وتثبيت القرنية الوسيلة الأنسب للعلاج، وتحسين كفاءة الرؤية بنسبة ما.
جراحة زراعة الحلقات وتثبيت القرنية المخروطية
بعد أن انتهينا من الإجابة عن سؤال هل يمكن إجراء عملية القرنية المخروطية والليزك لتصحيح النظر، لنتحدث قليلاً عن الجراحات المتاحة لعلاج الشكل المخروطي للعين.
تهدف جراحتي زراعة الحلقات وتثبيت القرنية إلى إصلاح تشوه القرنية وبروزها الخارجي وذلك من خلال:
- إجراء عملية زراعة الحلقات، وهي عبارة عن حلقات مُستديرة توضع على أطراف القرنية من أجل تثبيتها ومنعها من التحدب.
- إعادة بناء ألياف الكولاجين في طبقات القرنية من خلال إجراء عملية تثبيت القرنية.
جراحة تثبيت القرنية المخروطية خطواتها ونتائجها
ساعدت عملية تثبيت القرنية العديد من مرضى القرنية المخروطية على استعادة الشكل الطبيعي للقرنية من جديد من خلال خطوات بسيطة لا تنطوى على أي مخاطر أو مضاعفات للمريض
خطوات عملية تثبيت القرنية
- تُجرى عملية القرنية المخروطية تحت تأثير المخدر الموضعي.
- يبدأ الجراح العملية بإزالة النسيج الطلائي الخارجي من سطح القرنية.
- تُغذى طبقات القرنية بقطرات الريبوفلافين التي تحتوي على فيتامين B12.
- عند وصول سمك القرنية إلى 400 ميكرون يوجه الجراح شعاعًا من الأشعة فوق البنفسجية على سطح القرنية للمساعدة في تكوين روابط كولاجين جديدة.
بمرور أيام قليلة من الجراحة تستعيد العين المظهر الطبيعي لها، ويتحسن النظر تدريجيًا دون أن تتأثر العين، خاصًة عند إجراء العملية بواسطة جراح ذي خبرة واسعة، إذ تتوقف نسبة نجاح عملية تثبيت القرنية على مهارة الطبيب وكفائته العالية.
إلى هنا نكون انتهينا من توضيح المعلومات الطبية حول جراحات القرنية المخروطية والليزك، ويمكنك معرفة المزيد من التفاصيل عن نتائج تلك العمليات و متى يرجع النظر طبيعي بعد عملية الليزك أو تثبيت القرنية من خلال الاطلاع على المقالات الموجودة على الموقع.
مواضيع أُخرى قد تهمك: